قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صلوا كما رأيتمونى أصلى” رواه البخارى.
و هنا سوف نستعرض صفة صلاة النبى صلى الله عليه وسلم
1 – يسبغ الوضوء، و هو أن يتوضأ كما أمره الله عملا بقوله سبحانه و تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ] (سورة المائدة)
2 – يتوجه المصلى إلى القبلة – و هى الكعبة – أينما كان بجميع بدنه قاصدا بقلبه فعل الصلاة التى يريدها من فريضة أو نافلة، و لا ينطق بلسانه بالنية، لأن النطق باللسان غير مشروع بل هو بدعة لكون النبى صلى الله عليه وسلم لم ينطق بالنية، و لا أصحابه رضى الله عنهم، و يسن أن يجعل له سترة يصلى إليها إن كان إماما أو منفردا، لأمر النبى صلى الله عليه وسلم بذلك.
3 - يُسَن أن يرفع يديه عند التكبير إلى منكبيه وتكون مضمومتي الأصابع لقول ابن عمر رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه حذو منكبيه إذا افتتح الصلاة ، وإذا كبر للركوع ، وإذا رفع رأسه من الركوع ) متفق عليه.
4 - أو يرفعهما بمحاذاة أذنيه ، لحديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا كبر رفع يديه حتى يحاذي بهما أذنيه ) متفق عليه.
5 – يضع يديه على صدره، اليمنى على كفه اليسرى و الرسغ و الساعد، لورود ذلك من حديث وائل بن حجر و قبيصة بن هلب الطائى عن أبيه رضى الله عنهما، وينظر إلى موضع سجوده ، لقول عائشة رضي الله عنها عن صلاته صلى الله عليه وسلم : ( ما خَلّف بَصرهُ موضعَ سجوده ) رواه البيهقي وصححه الألباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
6 – يسن أن يقرأ دعاء الاستفتاح و هو: “اللهم باعد بينى و بين خطاياى كما باعدت بين المشرق و المغرب، اللهم نقنى من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسل خطاياى بالماء و الثلج و البرد” متفق عليه من حديث أبو هريرة رضى الله عنه.
أو يقول: “سبحانك اللهم و بحمدك، و تبارك اسمك و تعالى جدك و لا إله غيرك” رواه أبو داود وصححه الألباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم.
7 – يتسعيذ بالله من الشيطان بأن يقول: ”أعوذ بالله من الشيطان الرجيم”، أو أن يقول: “أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم”، أو أن يقول:”أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه”.
8 – ثم يبسمل أى يقول: “بسم الله الرحمن الرحيم”.
9 – ثم يقرأ سورة الفاتحة لقول النبى صلى الله عليه وسلم: “لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب” متفق عليه، و يقول بعدها: “آمين” جهرا فى الصلاة الجهرية و سرا فى الصلاة السرية. وإذا كان المصلي لا يُجيد الفاتحة ، فإنه يقرأ ما تيسر من القرآن بدلها ، فإذا كان لا يجيد ذلك ، فإنه يقول : ( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ) رواه أبو داود وصححه الألباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ويجب عليه المبادرة بتعلم الفاتحة.
10 - ثم يقرأ بعد الفاتحة ما تيسر من القرآن الكريم . إما سورة كاملة ، أو عدة آيات .
11 - ثم يركع قائلاً : ( الله أكبر ) ، رافعاً يديه إلى حذو منكبيه أو إلى حذو أذنيه ، كما سبق عند تكبيرة الإحرام، ويجب أن يسوى ظهره في الركوع ويُمَكن أصابع يديه من ركبتيه مع تفريقها.
ويقول في ركوعه ( سبحان ربي العظيم ) . والواجب أن يقولها مرة واحدة ، وما زاد فهو سنة.
ويسن أن يقول في ركوعه : ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي )متفق عليه.
أو يقول : ( سبوح قدوس رب الملائكة والروح ) رواه مسلم.
12 – ثم يرفع رأسه من الركوع قائلاً : ( سمع الله لمن حمده ) ويُسَن أن يرفع يديه ثم يقول بعد أن يستوي قائماً ( ربنا لك الحمد ) ، أو ( ربنا ولك الحمد ) ، أو ( اللهم ربنا لك الحمد ) ، أو ( اللهم ربنا ولك الحمد ).
ويُسن أن يقول بعدها : ( ملء السماوات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد ، أهل الثناء والمجد ، أحق ما قال العبد ، وكلنا لك عبد ، لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد ) رواه مسلم.
ويُسَن أن يضع يده اليمنى على اليسرى على صدره في هذا القيام ، كما فعل في القيام الأول قبل الركوع
وضع خاطئ
وضع صحيح
13 - ثم يسجد قائلاً : ( الله أكبر ) ويقدم ركبتيه قبل يديه عند سجوده، لحديث وائل بن حُجر رضي الله عنه قال : ( رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه ) حديث صحيح رواه أهل السنن.
14 - ويجب أن يسجد المصلي على سبعة أعضاء : رجليه ، وركبتيه ، ويديه ، وجبهته مع الأنف ، ولا يجوز أن يرفع أي عضو منها عن الأرض أثناء سجوده ، وإذا لم يستطع المصلي أن يسجد بسبب المرض فإنه ينحني بقدر استطاعته حتى يقرب من هيئة السجود.
يُسَن في السجود أن يُبعد عضديه عن جنبيه، لأنه صلى الله عليه وسلم ( كان يسجد حتى يُرى بياض إبطيه ) متفق عليه، إلا إذا كان ذلك يؤذي من بجانبه.
ويُسَن في السجود أن يُبعد بطنه عن فخذيه ، ويُسَن في السجود أن يفرق ركبتيه ، أي لا يضمهما إلى بعض ، وأما القدمان فإنه يلصقهما ببعض لفعله صلى الله عليه وسلم ذلك في سجوده ، لأنه صلى الله عليه وسلم كان ( يرص عقبيه في سجوده ) رواه ابن خزيمة وصححه الألباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
15 - يكره أن يتكئ المصلي بيديه على الأرض في سجوده لقوله صلى الله عليه ( لا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب ) متفق عليه، ولكن يجوز أن يتكئ بيديه على فخذيه إذا تعب من طول السجود.
16 - يجب أن يقول في سجوده ( سبحان ربي الأعلى ) مرة واحدة ، وما زاد على ذلك فهو سنة . ويُسَن أن يقول في سجوده : ( سُبُوح قُدوس رب الملائكة والروح ) رواه مسلم أو يقول : ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي ) متفق عليه . يفضل الإكثار من الدعاء فى السجود لقول النبى صلى الله عليه وسلم: “أقرب ما يكون العبد من ربه و هو ساجد، فأكثروا من الدعاء” متفق عليه.
17 - ثم يرفع رأسه قائلاً : ( الله أكبر ) ، ويجلس بين السجدتين مفترشاً رجله اليسرى ناصباً رجله اليمنى، ويجب أن يقول وهو جالس بين السجدتين : ( رب اغفر لي ) مرة واحدة ، وما زاد على ذلك فهو سنة، ويُسَن أن يقول : ( رب اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني ) رواه أبو داود وصححه الألباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
18 - ويضع يديه في هذه الجلسة على فخذيه ، وأطراف أصابعه عند ركبتيه ، وله أن يضع يده اليمنى على ركبته اليمنى ويده اليسرى على ركبته اليسرى ، كأنه قابض لهما.
19 - ثم يسجد ويفعل في هذه السجدة ما فعل في السجدة الأولى.
20 - ثم ينهض من السجود إلى الركعة الثانية معتمداً على ركبتيه، قائلاً : ( الله أكبر ).
21 - ثم يصلي الركعة الثانية كما صلى الركعة الأولى ، إلا أنه لا يقول دعاء الاستفتاح في أولها ، ولا يتعوذ قبل قراءته القرآن ، لأنه قد استفتح وتعوذ في بداية الركعة الأولى.
22 - ثم في نهاية الركعة الثانية يجلس للتشهد الأول مفترشاً، وتكون هيئة يده اليمنى: يقبض أصبعه الخنصر والبنصر ويُحلق الإبهام مع الوسطى ويشير بالسبابة عند الدعاء ( أي عند عبارة في التشهد فيها معنى الدعاء ) أو يقبض جميع أصابع يده اليمنى ويشير بالسبابة عند الدعاء أما يده اليسرى فيقبض بها على ركبته اليسرى ، وله أن يبسطها على فخذه الأيسر دون قبض الركبة.
23 - ويقول في هذا الموضع : ( التحيات لله والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله )
24 - إذا كانت الصلاة من أربع ركعات ، كالظهر والعصر والعشاء ، فإنه يجلس في التشهد الأخير متوركاً، وتكون هيئة يديه كما سبق في التشهد الأول ، ويقول كما قال في التشهد الأول ( التحيات لله .... الخ ) ، ثم يقول بعدها ( اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ).
25 - ويُسَن أن يقول بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، وعذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال ) متفق عليه. ثم يدعو بما شاء.
26 - ثم يسلم عن يمينه ( السلام عليكم ورحمة الله ) وعن يساره كذلك.
ثم يقول الأذكار الواردة بعد السلام كقول : ( استغفر الله ، أستغفر الله ، أستغفر الله ، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام ) رواه مسلم.
وقول : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الـجَد منك الـجَد ) متفق عليه.
وقول ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه ، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن ، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ) رواه مسلم.
ثم يقول : ( سبحان الله والحمد لله والله أكبر ) (33) مرة ، ويقول بعدها مرة واحدة ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ) رواه مسلم.
ويقرأ آية الكرسي . رواه النسائي في عمل اليوم والليلة وصححه الألباني في السلسة الصحيحة وسورة { قل هو الله أحد } ، و { قل أعوذ برب الفلق } ، و { قل أعوذ برب الناس } رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
*و ينبغي على المسلم المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد وعدم التهاون في ذلك ، ليكون من المفلحين إن شاء الله .
صفة الصلاة بالفلاش
و الله أعلى و أعلم و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
المصادر: فقه السنة للسيد سابق – منهاج المسلم لأبو بكر الجزائرى – صفة صلاة النبى صلى الله عليه وسلم للألبانى – كيفية صلاة النبى صلى الله عليه وسلم لابن باز – موقع صيد الفوائد









